الجمعة، 23 يناير 2015

"ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا"


من اكتر الايات اللي بقف عندها رغم انها صغيرة جدا الاية دي  "ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا"  تكرراها ده معناه ان في رسالة معينة ربنا عايز يوصلهالنا ومش بس كدة ,هو عايزها تترسخ  فينا وتبقى  اسلوب حياة عندنا  ..مسألتش نفسك ليه آيه تتكرر  4 مرات في اخر سورة بتتقري كل اسبوع  يعني في الشهر لسانك بيرددها  12مرة في السنة  144مرة ؟
اكيد فيه سر ورا ده واكيد من واجبنا اننا نعرفه .. انا النهاردة وانا باقرا السورة دي وصلّي احساس معين ..ودي اللي دفعني ان اكتب في الـBlog بتاعتي عن الخاطرة اللي جاتلي دي. 

قصة  ذي القرنين بصفة عامة وطريقة ذكر القران ليها بصفة خاصة ممكن كل واحد فينا يبصلها بمنظور مختلف و يطلع صح .. المنظور اللي انا بصيت بيه النهاردة على الايات دي .. هي ان ازاي الانسان يستغل القدرة والامكانيات اللي ربنا ادهاله في التأثير على الناس .. تحس الثلاث كلمات بتاعة الاية دي "ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا" كانت كلمة السر اللي خلدت تاريخ ذي القرنين ..الدافع او المبدأ اللي المفروض تمشي بيه في مراحل حياتك زي ما هو عمل ..ذي القرنين مر باربع مراحل كان مفتاح كل مرحلة فيهم "ثم اتبع سببا "

مرحلة التمكين

دي المرحلة الأولى اللي مر بيها ذي القرنين .. " إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ,, فَأَتْبَعَ سَبَبًا "
المرة الوحيدة اللي هتلاقي فيها حرف الجر "ف" بدل "ثم" .. وده بيدل على قد ايه لازم تكون سريع وحاسم في استغلال الفرص اللي ادهالك ربنا  لما يمكَنك من حاجة ويديك المفتاح بتاعها ..متوقفش لازم تتبع السبب وتسعى عشان تشوف انت هتعمل بيه ايه .

مرحلة النجاح

في اعتقاد ناس كتير ان المرحلة دي هي المرحلة النهائية ..بس في القصة دي  هتلاقي ان  المرحلة دي بالذات كانت مرحلة انتقالية ..جسر مابين مرحلتين اللي فاتت واللي بعدها  ..النجاح اللي حققه ذي القرنين في انه يأسس دستور في بلد ملخصه الايتين دول  "قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)"  كان يقدر يحكم البلد دي و يعيش  ملك ويرتاويبعت جيوشه تفتح البلاد اللي هو عاوزها ..

بس هو كان شايف نفسه انه يقدر يدي اكتر وان ده مجرد نجاح هينتهي مع موته .. الرجل ده كان عنده vision   انه النجاح اللي عايز يحققه يخليه خالد للأبد وده اللي هتفسره المراحل اللي جاية .

مرحلة الـDiscomfort able zone

بعد المرحلة اللي فاتت والنجاح اللي هو عمله هيخليك تسأل نفسك  سؤال , ايه اللي يخلي ملك يروح بنفسه  مكان واضح من الايات انه مش مريح وانه مقفر وانه عبارة عن صحرا جردا  عشان يلاقي حل لمشكلة الناس اللي هناك. 
"حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا" 
العلماء اختلفوا في تفسير الاية دي ..من حيث هو راح فين بالظبط  وعمل ايه في المكان ده ؟  .. بس الفكرة عندي هو ايه الدافع اللي خلاه يروح اصلا .. واضح انه كان مؤمن بمبدأ الـDis comfortable zone  , وان انت مش رسالتك في الارض انك تدور على اللي يريحك ..انت رسالتك في الارض انك تدور على الحاجة اللي تعبك فيها بيريحك ..و انك عمرك ما هتعرف تعيش في الdis comfortable zone غير لما تكون بتعمل الحاجة اللي عندك شغف بيها .. وهي دي المرحلة الرابعة  اللي هنتكلم عليها

مرحلة الابداع بالشغف

ربنا_سبحانه وتعالى_ لما ذكر  بلاد مغرب الشمس .. كان واضح المشكلة والحل بس النتيجة مكانتش واضحة  ..محدش عارف  الناس حصلها ايه بعد ماطبقت الدستور ده ... هو كمان مكانش فيه اي اشارة اذا كانت الناس دي طبقت الدستور ده ولا لأ ..والايتين اللي بيتكلموا عن مطلع الشمس .. موضحتش الحل من الاساس .. لكن الايات اللي في المرحلة دي مش بس وضحت المشكلة والحل لأ دي كمان وضحت النتيجة اللي وصلوا ليها . شوف الأيات كدة 
) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) 
انت  متخيل مدى حجم المشكلة اللي الناس واقعة فيها .. بيتم استنفاذ ثرواتهم قدام عنيهم وهم قليلين الحيلة  ..انت متخيل وصل بيهم العجز لحد  انهم عارفين الحل ومعاهم الموارد بتاعته ومش عارفين يعملوه ..انا عندي انهم مكانوش يعرفوا يعملوا ايه اكرملهم .. طيب شوف بقى العبقرية واستغلال المعرفة اللي وصّلت  ذي القرنين انه ينفذ عملية بنا السد ..كام واحد في اللي كانوا موجودين ساعتها يعرف ان كتل الحديد لما تتعرض لدرجة حرارة معينة "اذا جعله نارا" ويتصب عليها نحاس تعمل سبيكة صلدة ملساء ..نتيجتها ان محدش يقدر يتسلقه ومحدش يعرف يهده ..صباح الفل . ده الابداع.

ماذا لو؟ 
تخيل معايا كدة لو ذي القرنين اكتفى بالمرحلة الاولى وفرح بالمواهب اللي ربنا مديهالوا بس متحركش وقال انا مش عارف انا المفروض اعمل ايه ؟
كان في حد هيفتكروا اصلا ..طيب لو كان فرح بالنجاح اللي حققه بالمرحلة الثانية وقال كدة تمام وانا مش عاوز حاجة من الدنيا ..كان ايه اللي هيحصل ...
اعتقد كان هيفضل اسمه بين الناس لمدة جيلين او تلاتة بعد موته ..  السبب اللي خلى ذي القرنين يذكر في القران ويتردد اسمه لحد دلوقتي هو الانجاز الاخير اللي عمله,,  التاثير اللي سابه في العالم ..
هو حقق الvision بتاعته ..هو وصل فعلا لمرحلة الخلود للأبد ..وانت كمان لو اتبعت المراحل ديي في حياتك هتوصل للخلود ..الفكرة ان كل مرحلة من المراحل دي كان مفتاحها الاية اللي قولنا عليها "ثم اتبع سببا"

كلمة اخيرة 


في الاخر االلي انا عايزة اقوله ان ربنا مادلكش حاجة واحدة بس عشان تعيش حياة واحدة ,  هو اداك حاجات كتير .. انت المطلوب منك انك تكتشفها ..  فاتبع سببا .. مينفعش يبقى فكرتك عن النجاح انه يبقى معاك شقة وعربية ومتجوز ومخلف وتقعد في comfort zone ..ثم اتبع سببا.. لازم من فترة للتانية تجرب حاجة جديدة وتحاول مرة واتنين وتلاتة ممكن تفشل؟ جايز, وممكن تنجح ؟اكيد .. ثم اتبع سببا .. قعد دور وجرب لحد ماتلاقي الحاجة اللي مختلفة اللي تأثر على العالم كله حاجة تعيش عشان تحققها ..وتحققها عشان تعيش ..ثم اتبع سببا .. وبعد ماتلاقيها وتعملها وتوصل وتنجح لازم تحط في دماغك ان انت مكنتش هتقدر تعمل حاجة من دي غير بفضل ربنا عليك  .. وان لولاه ماكنتش حاجة من دي حصلت "  قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ".