الجمعة، 22 نوفمبر 2013

كلنا بشر

امبارح مش امبارح اوي يعني يوم الاحد اللي فات اكتشفت ان انا لحد النهاردة  ماسمعتش فيلم النظارة السوداء بتاعة نادية لطفي واحمد مظهر واحمد رمزي (عزيز) ..وبالصدفة البحتة عرفت ان الفيلم ده  وراية للكاتب الكبير احسان عبد القدوس مما حمسني اكتر اني اتابعه ... عشان مطولش عليكوا الفيلم باختصار بتدور احداثه حوالين بنت مستهترة وعايشة حياتها بالطول والعرض مقضياها بمعنى اصح بعد خروجها من علاقة فاشلة مع واد تافه ورغم تفاهته كانت هي شايفاه ان كل حاجة في حياتها وده راجع على انهم في البيت محدش عرف يربيها لان باختصار شديدة هي مش عايشة في بيت هي عايشة في قمارة ولعياذو بالله وامها صاحبة سيجارة وكاس ..مالاخر هي بيحيط حواليها مجتمع قذر... وبتفضل بانحلالها وسهراتها وشربها لحد مبتقابل الفارس الهمام "الباشمهندس عمر" اللي لفت نظره انها بتلبس النظارة السودة على طول وقرر انه يحولها من "مادي" ل"مديحة" من وحش على هيئة امراة _ده هو اللي قال في الفيلم _ لانسانة محترمة بتخدم المجتمع وبتحس بالطبقات الكادحة وكدة  ,وبعد معافرة وعناء شديدين هتتغير فعلا وتبقى انسانة (جواك وجوايا :) ) .في نفس الوقت اللي هو_الباشمهندس عمر_ هيتحول فيه لانسان مادي حقير وسكر وعربدة والذي منه لحد ما هتكتشف ده وتروح تنصحه وزي مانتوا عارفين الحب يصنع المعجزات _هييح شهيق وزفير_وهيعمل بالنصيحة ويرجع تاني انسان كويس.
اللي مفهمش حاجة من الهري اللي انا هريته فوق يروح يسمع الفيلم على اليوتيوب او يستناه على قناة روتانا زمان انا مش هقطع نفسي يعني .

الرسالة اللي عاوز يوصلها  الكاتب في الفيلم ان مفيش حد معصوم وان اي حد معرض للغلط ولاغراءات الحياة  وان المفروض ان لما نشوف انسان بنحبه ومشي في طريق غلط من باب الوفاء له اننا ننصحه ونحيده على الطريق الغلط اللي ماشي فيه ... وياريت النصح يكون من باب الحب والخوف مش من باب المزايدة .

لكن بالاضافة لكدة كانت فيه رسالة تانية ممكن متكنش واضحة للبعض .. وهي ان مينفعش انك تخلي المرجع ليك مجرد "بشر" وانه مش معنى انه علمك حاجة صح  وانه وضحلك حاجة كانت غايبة عنك  يبقى ده مبرر ان انا اقدس كلامه ومواقفه  وان ابصم بالعشرة على اي حاجة بيقولها وابقى مجرد تابع ليه بل توصل معايا لدرجة من التعصب ومستحملش حد يقول عليه بم .. وده اللي كان واضح ومازال واضح في مواقفنا السياسية بل والاجتماعية ..ان تاييدك لاشخاص وليس مواقف ... في مقولة جميلة بتقول "لا يعرف الحق بالرجال انما يعرف الرجال بالحق " .
لو كانت "مديحة" اللي في الفيلم خلت المرجع ليها "الباشمهندس عمر" وراحت قلدته لما حاله اتعوج بدل ماتنصحه وتردعه عن الظلم .. مكنش عرف يجيب حق الغلابة اللي في المصنع وكان تفشى الفساد في المجتمع .. لكن هي اقتنعت بمبادئ هو رسخها فيها وحبتها وحست بانسانيتها وبقيمة حياتها لما نفذتها والتزمت بيها وده كان سبب النهاية السعيدة اللي في الفيلم .
المغزى :
 متنبهرش باي شخصية تشوفها في حياتك رغم كل الميزات اللي هتكتشفها فمع الوقت هتكتشف عيوب مروعة .
متجسدش مبادئك وقيمك على شكل اشخاص الشخص متغير انما المبادئ ثابتة .خلي تاييدك لمواقف مش لاشخاص.
حب الناس رغم عيوبها ورغم تحفظاتك ورجعهم عن الغلط بدافع الحب مش بدافع المزايدة وان انت احسن منهم .
تغيير انسان ممكن يكون السبب في تغيير العالم .. عمر غير مادي اللي غيرت عمر اللي دافع عن طبقة بحالهما بتشكل تقريبا تلتين المجتمع وبتساعد في بناء التلت الاخر.
اغرس الخير اللي جواك في ناس تانية عشان لما يخلص من عندك,, تلاقي اللي يرجعهولك تاني .

الهدف من المقال ده مش اني احلل فيلم ولا اني اشتغل ناقدة سينمائية انما هي افكار جت في بالي وحبيت اشاركها معاكم :)



هناك تعليق واحد:

  1. شكرا ياسوسو علي التاج والتدوينه تحفة جدا وكنت بضحك معظم الوقت اسلوبك جميل وخفيف وكلامك صح جدا في ان مافيش حد كامل بس انا عايزة اقلك ان زرع الخير في الناس مش بالضرور يتردلك منهم هما نفسهم لانك يما هتزرعي في ناس ومش هيردوه الا وحش وكمان اعتقد مش كل الناس تتحب علي عيوبها او تروحي تنصحيها فيه ناس يببقي البعد عنهم والاختصار احسن الحلول :) علي فكره انتي من اكتر الاسباب القوية اللي هترجعني للتدوين تاني :)

    ردحذف